من اطفأ الفانوس

فى احدى القرى النائية يقع بيت قديم لاحد رجال القبائل وكانت له غرف ضيقة ومظلمة واطئة السقوف نوافذها عالية شديدة الضيق وتؤدى الى تلك الغرف دهاليز طويلة مظلمة لايكاد السائر فيها يتبين اصابع يديه حتى فى وضح النهار.
كان البيت خاليا من السكان عند وصول الشاب الغريب الى القرية سائحا , اسكنوه تلك الدار .
كان فى الدار فانوس كبير يولعه عندما ينام حتى لايضطر للتخبط فى الظلام الحالك عندما يستيقظ لاداء صلاة الفجر مع رجال القرية .
بعد ايام قضاها فى الشاب فى الدار لاحظ ان الفانوس ينطفئ من تلقاء نفسه رغم امتلائه بالغاز , وبعد ان تكررت عملية الاطفاء ظن ان يدا تعبث بالفانوس رغم انه لم يكن يشعر بانسان يدخل الدار , اما الهواء فلم يكن ينفذ الا من طاقة صغيرة ولم يكن اندفاعه من القوة بحيث يطفئ الفانوس .
وفى احدى الليالى استيقظ فوجد الفانوس مطفا فقام يتخبط فى الطلمة الحالكة باحثا عن الكبريت وبينما هو فى بحثه شعر بحركة بالقرب منه فاشعل العود وراى على ضوئه القط الاسود الذى يعيش فى الدار وهو خارج من الغرفة .
فى النهار فكر فى وسيلة يكشف بها الشخص الذى يطفئ الفانوس وجلب رملا من الخارج وفرشه بيديه على ارضية الغرفة , وفى الليل وضع الفانوس على الرمل ومحى اثار قدميه وتوسد فراشه ونام وعندما استيقظ فى الفجر وجد الفانوس مطفا كعادته فاخرج عودا واشعله واولع الفانوس وبحث فى الرمل فلم يجد سوى اثار القط .
كان القط اليفا وكان الشاب يناوله بقية طعامه لكنه لم يشك فيه مطلقا لانه حيوان اعجم لا يستطيع ان يطفئ الفانوس.فلم تكن له ايد قادرة على ذلك كما لم يكن تنفسه من القوة بحيث يستطيع ان ينفخ على ذبالة الفانوس فيطفئها .
فى احد الايام بينما هو فى السطح راى القط نائما فالتفت اليه الشاب مبتسما وقال له مداعبا"لماذا تطفئ الفانوس وانا اكرمك؟"
وما كاد ينتهى من كلامه حتى وقف القط والفت نحو الشاب ثم نكس راسه وغادر السطح.
ومنذ ان غادر القط الدار استمر الفانوس مشتعلا ولم يعد القط الى الدار.